في رحاب مدينة حلب السورية، نشأ هذا الرائد الذي ساهم بشكل كبير في مجال الصحافة الفنية العربية. بدأ عطري حياته المهنية كمراسل ومعد لبرامج فنية متعددة، مستفيدًا من خلفيته التعليمية في الإعلام وتقنيات الإنتاج التلفزيوني. كان الراحل يمتلك شغفًا حقيقيًا لنقل الصورة الحقيقية للعالم الفني العربي، مما جعله واحدًا من أبرز الأسماء في هذا المجال خلال السنوات الأخيرة.
لم يكن عطري مجرد مراسل يقدم الأخبار؛ بل كان مفكرًا وإنسانًا لديه رؤية خاصة للأحداث الفنية التي غطاها. استطاع أن يجمع بين الدقة والموضوعية في تقديم تقاريره، مما جعله محل ثقة الجمهور العربي الذي أصبح يتطلع إلى آرائه وتحليلاته بخصوص الأحداث الفنية الكبرى.
على جانب آخر من مسيرته، برز عطري ككاتب أدبي مع كتاب "سفينة روح"، الذي جاء بمجموعة قصص قصيرة ذات نهاية غير متوقعة. كانت هذه القصص تعكس أفكارًا عميقة حول الحياة والموت، والعلاقة بين البشر عبر الزمن. لم يقتصر الكتاب على كونه عملًا أدبيًا فقط، بل كان رسالة فكرية تحمل رسائل إنسانية قوية.
عبر دار النشر "مداد"، تمكن عطري من إيصال رسالته الإنسانية إلى القراء، الذين وجدوا في قصصه انعكاسًا لتجاربهم الشخصية ومخاوفهم العميقة. الكتاب أصبح جسرًا بين عالم الخيال وواقع الإنسان، مما جعله واحدًا من الأعمال الأدبية البارزة في السنوات الأخيرة.
خلال سنوات عمله، نجح عطري في بناء علاقات وثيقة مع نخبة الفنانين العرب، الذين كانوا دائمًا يتحدثون بإجلال عن شخصيته ومهنيته. كان يتمتع بقدرة فريدة على بناء جسور الثقة مع هؤلاء النجوم، مما جعلهم يفتحون أمامه أبوابًا كانت مغلقة أمام العديد من الإعلاميين الآخرين.
أحد الأمثلة الواضحة لهذه العلاقات هو تفاعل النجوم مع خبر وفاته، حيث عبروا عن حزنهم العميق وصدمة غير متوقعة. كانت كلماتهم تعكس مدى تقديرهم له ليس فقط كإعلامي، بل كصديق قريب يشاركهم لحظات حياتهم الخاصة والمهنية.
ساهم عطري بشكل كبير في تطوير الصحافة الفنية العربية، حيث قدم نموذجًا جديدًا للإعلامي الذي يجمع بين المهنية والإنسانية. كان قادرًا على تقديم تقارير دقيقة وشاملة دون أن يفقد الجانب الإنساني في تعاملاته مع الضيوف والجمهور.
من خلال عمله مع برامج مثل ET بالعربي وTrending على قناة MBC4، ترك عطري بصمة واضحة في عالم الإعلام الحديث. أصبح اسمه مرتبطًا بالجودة والاحترافية، مما جعله مصدر إلهام لجيل جديد من الإعلاميين الطموحين الذين يسعون لتحقيق نفس المستوى من التميز والتأثير.