تشهد الساحة الفنية المصرية حماسة مبكرة قبل انطلاق موسم دراما رمضان 2025، حيث أعلنت العديد من الشركات الإنتاجية والفنانين عن نسب مشاهدة عالية للإعلانات الترويجية لأعمالهم. هذه الظاهرة تعكس استغلال الفنانين لمواقع التواصل الاجتماعي لزيادة الاهتمام بأعمالهم، مما يثير نقاشًا حول صحة هذه الأرقام وتأثيرها على جودة الأعمال الفنية.
بينما يرى البعض أن هذا النشاط الدعائي يزيد من الحماس للموسم الدرامي، يحذر آخرون من أن هذه الأرقام قد تكون مضللة ولا تعكس حقيقة اهتمام الجمهور بالأعمال الفنية. كما تشير بعض الآراء إلى أن هناك فارقًا بين تحقيق نسب مشاهدة عالية للإعلانات وبين نجاح العمل الفني نفسه عند عرضه.
تستخدم شركات الإنتاج والفنانون مواقع التواصل الاجتماعي كأداة قوية لتعزيز حضور أعمالهم الفنية قبل بدء الموسم الدرامي. خلال الأيام القليلة الماضية، تم إطلاق إعلانات ترويجية لكثير من المسلسلات المرتقبة، والتي حققت نسب مشاهدة مرتفعة. على سبيل المثال، أعلنت الفنانة ريهام حجاج أن إعلان مسلسلها "أثينا" حظي بـ20 مليون مشاهدة، بينما بلغ عدد مشاهدات إعلان مسلسل أحمد العوضي "فهد البطل" 34 مليون مشاهدة.
تجدر الإشارة إلى أن هذا النوع من الدعاية يهدف إلى زيادة اهتمام الجمهور وتوقعاتهم للأعمال الفنية. ومع ذلك، فإن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بهذه الطريقة يثير تساؤلات حول صحة هذه الأرقام ومدى تأثيرها الحقيقي على جودة العمل الفني. تؤكد الناقدة ماجدة موريس أن هذه الظاهرة ليست بالضرورة إيجابية، لأنها قد تضلل الجمهور بأرقام مزيفة حول أحجام المتابعة. تضيف أن تصدر الترند على مواقع التواصل الاجتماعي ليس دليلاً على صدارة المتابعة والمشاهدة الحقيقية، فقد تكون هناك أعمال فنية تحقق نسب مشاهدة أعلى دون أن تتصدر مواقع التواصل.
مع تصاعد المنافسة بين المسلسلات المصرية، يبرز الجدل حول مدى صحة الأرقام التي يتم الإعلان عنها وكيفية تأثيرها على جودة الأعمال الفنية. تشير الناقدة ماجدة خير الله إلى أن الدعاية بتحقيق أعلى نسب مشاهدة للإعلانات لا تعبر بالضرورة عن جودة العمل أو انتظار المشاهدين له. تفسر أن ما يحدث هو مجرد حرب بين النجوم بالإدعاء أن كل فنان ينتظره المشاهدون لمتابعة أعماله، مستعينين في بعض الأحيان بلجان إلكترونية تساهم في دفع هذه الأعمال لتصدر مواقع التواصل الاجتماعي.
في الوقت نفسه، تؤكد ماجدة خير الله أن هناك فنانين لا يتجهون لهذا النوع من المنافسة على مواقع التواصل الاجتماعي ولكن يحققون نسب مشاهدة مرتفعة لأعمالهم الفنية. تضيف أن مواقع التواصل ليست مقياسًا على نجاح المسلسلات ومدى متابعتها، وتذكر مثالًا على ذلك مسلسل "تحت الوصاية" من بطولة الفنانة منى زكي في موسم دراما رمضان 2023، والذي تعرض لهجوم وقت الكشف عن بوستر العمل، ولكن بعد عرضه حقق نسب مشاهدات مرتفعة ونجاحًا جماهيريًا. في نهاية الأمر، يبقى السؤال المطروح هو كيف يمكن تحديد نجاح العمل الفني بشكل موضوعي بعيدًا عن الضجيج الإعلامي والدعاية المبالغ فيها.