فقدت الساحة الفنية في المملكة العربية السعودية واحدًا من أهم رموزها، حيث ودع العالم الفنان الكبير محمد الطويان. بدأ هذا المبدع مسيرته الفنية في أوائل سبعينيات القرن الماضي، ليترك بصمة لا تُنسى في تاريخ الدراما السعودية. خلال عقود من الإبداع، قدم الطويان العديد من الأعمال التي حفرت اسمه بحروف من ذهب في سجلات الفن العربي. من بين أشهر إنجازاته مسلسل "عودة عصويد"، الذي حقق نجاحاً باهراً وحقق شعبية كبيرة عبر مختلف أنحاء الوطن العربي.

تميزت المسيرة الفنية للطويان بالتنوع والإبداع المستمر. كان لمساهماته في المسلسل الشهير "طاش ما طاش" دور كبير في تعزيز مكانته كفنان رائد. حتى عام 2023، ظل يشارك في أجزاء متعددة من هذا العمل الفني المميز. كما امتدت مواهبه إلى مجال السينما من خلال مشاركته في فيلم "مندوب الليل". بالإضافة إلى ذلك، أثرى الطويان المكتبة الدرامية بأعمال أخرى مثل "لعبة الشيطان" و"عقاب3"، والتي ساهم في تأليفها. وفي عام 2024، حصل على تقدير خاص من وزارة الثقافة السعودية، مما يعكس القيمة الكبيرة لمساهماته في الفنون الأدائية والمسرح.

رغم غيابه الجسدي، ستظل أعمال محمد الطويان مصدر إلهام للجيل الجديد من الفنانين والمبدعين. ترك وراءه إرثاً فنياً ثرياً يشهد على عبقريته وإخلاصه للفن. إن تكريمه في جوائز "Joy Awards" 2025 بجائزة صناع الترفيه الفخرية يعد تأكيداً على الدور المحوري الذي لعبه في تطوير الحركة الفنية الخليجية. سيظل الطويان رمزًا للأصالة والإبداع في تاريخ الفن السعودي والعربي.