في خطوة جريئة، عادت شركة "كلاكيت ميديا" للتصوير في سوريا ونشرت عبر حسابها الرسمي على إنستغرام مقطعي فيديو من كواليس مسلسل "تحت الأرض – موسم حار"، تمهيدًا لعرضه في موسم رمضان 2025. المسلسل يعود بقصة تدور أحداثها في دمشق مطلع القرن العشرين، حيث يستكشف الصراع بين التجار في تلك الفترة.

المسلسل الجديد يعيد الحياة إلى الدراما السورية بعد سنوات من التوقف

الإطار التاريخي والاجتماعي للمسلسل

تدور أحداث مسلسل "تحت الأرض – موسم حار" في دمشق خلال فترة تاريخية حاسمة، وهي بدايات القرن العشرين. هذه الحقبة كانت مليئة بالأحداث المهمة التي شكلت مستقبل المنطقة. المسلسل يسلط الضوء على الحياة الاجتماعية والاقتصادية في تلك الفترة، ويستعرض كيف كانت العلاقات التجارية والاجتماعية تؤثر على حياة الناس اليومية. من خلال رصد تفاصيل الحياة اليومية والتحديات التي واجهها التجار، يقدّم العمل نظرة شاملة على المجتمع السوري آنذاك.المسلسل يستخدم هذا الإطار التاريخي ليروي قصة صراع قوي بين التجار في دمشق. هذا الصراع ليس مجرد خلاف تجاري بسيط، بل هو انعكاس للتوترات السياسية والاجتماعية التي سادت في ذلك الوقت. من خلال شخصيات معقدة ومتشابكة، يعرض المسلسل كيف يمكن للأفراد أن يكونوا ضحايا أو منتجين للتغيرات الكبرى في مجتمعهم. هذا البعد التاريخي يضفي على العمل طابعًا أعمق وأكثر تعقيدًا، مما يجعل المشاهد يشعر وكأنه يعيش في تلك الحقبة.

الصعوبات والتحديات التي واجهتها الشركة المنتجة

رغم الصعوبات الكبيرة التي واجهتها شركة "كلاكيت ميديا" أثناء تصوير المسلسل، فإنها تمكنت من تحقيق إنجاز كبير بإعادة الإنتاج الدرامي إلى سوريا. بداية، بدأ التصوير في أبوظبي، ولكن الشركة اتخذت قرارًا جريئًا باستكمال التصوير في سوريا. هذا القرار كان له دلالات سياسية وفنية كبيرة، خاصة وأن الشركة قد أنتجت سابقًا مسلسلين فضحا ممارسات الأجهزة الأمنية وفساد السلطة في عهد نظام بشار الأسد.هذه الخطوة لم تكن سهلة، إذ واجهت الشركة العديد من التحديات اللوجستية والأمنية. ومع ذلك، استطاعت أن تتغلب على هذه العقبات بفضل إصرارها وإدارة محكمة. النتيجة هي محتوى درامي غني ومتنوع يعكس الواقع الاجتماعي والتاريخي لسوريا بشكل دقيق. هذا النوع من الإنتاج يتطلب جهدًا كبيرًا ورؤية فنية واضحة، وهو ما أثبتته "كلاكيت ميديا" من خلال هذا العمل الجديد.

التأثير الفني والثقافي للمسلسل

مسلسل "تحت الأرض – موسم حار" لا يقتصر تأثيره على الجانب الفني فقط، بل يمتد ليشمل البعد الثقافي أيضًا. من خلال استعراض الحياة الاجتماعية والاقتصادية في دمشق مطلع القرن العشرين، يقدم المسلسل نظرة ثاقبة على التطورات الثقافية والفكرية التي مرت بها المنطقة. هذا البعد الثقافي يساعد في تعزيز الهوية الوطنية وفهم تاريخ المجتمع السوري بشكل أفضل.بالإضافة إلى ذلك، يعتبر المسلسل بمثابة منصة للفنانين والممثلين السوريين لإبراز مواهبهم وإظهار قدراتهم الفنية. وجود نجوم مثل مكسيم خليل وسامر المصري وروزينا لاذقاني وغيرهم يضفي مصداقية أكبر على العمل، كما يعزز من فرص نجاحه عند عرضه في موسم رمضان 2025. هذا النوع من الأعمال يساهم في إعادة بناء الثقة بالدراما السورية ويعزز من مكانة البلاد في خريطة الإنتاج الفني العربي.