أبدى رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس إعجابه بالفيلم الوثائقي "لا أرض أخرى"، الذي يُبرز معاناة الفلسطينيين في الضفة الغربية نتيجة عمليات الإخلاء المستمرة. عبر ساويرس عن تقديره لكل من شارك في الفيلم، سواء كانوا فلسطينيين أو إسرائيليين، مشيرًا إلى أن العمل يعكس "الظلم في أقوى معانيه". الفيلم، الذي حاز جائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي، يروي قصة باسل عدرا وأسرته المقيمة في جبال الخليل، حيث تعرضوا لضغوط هائلة بسبب محاولات السلطات الإسرائيلية إخلائهم تحت ذريعة تخصيص الأرض كمنشأة تدريب عسكري منذ عام 1981.
في إطار الزمني المعقد للصراع الدائر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، يأخذنا الفيلم الوثائقي إلى قلب الحدث في منطقة جبال الخليل بالضفة الغربية. هناك، حيث يعيش المخرج الفلسطيني باسل عدرا، يتم تسجيل لحظات مؤثرة مثل هدم الملعب المحلي ومقتل شقيق عدرا على يد الجنود الإسرائيليين، بالإضافة إلى الهجمات المتكررة من قبل المستوطنين اليهود. ومع ذلك، يظهر الفيلم أيضًا الجانب الإنساني المشترك من خلال العلاقة القوية التي تربط عدرا بالصحفي الإسرائيلي يوفال أبراهام، مما يعزز فكرة التعايش رغم الاختلافات العميقة.
وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، فقد أدت الحملة العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في الضفة الغربية إلى تهجير حوالي 40 ألف فلسطيني منذ بداية العام الحالي. وبينما تبرر السلطات الإسرائيلية هذه التحركات باستهداف الجماعات المسلحة الفلسطينية، يرى الفلسطينيون وجماعات حقوق الإنسان أن هذه العمليات أصبحت أكثر عشوائية، مما أسفر عن تدمير كبير للبنية التحتية المدنية وسقوط ضحايا مدنيين.
مع استمرار تصاعد التوتر في الشرق الأوسط، يظل هذا الفيلم رسالة قوية تسلط الضوء على معاناة البشر في ظل الصراعات السياسية والاجتماعية.
من وجهة نظر صحافية، فإن هذا الفيلم يعد دليلاً حيًا على أهمية السرد القصصي في تسليط الضوء على القضايا العالمية المعقدة. كما يذكرنا بأن الصوت الإنساني يمكن أن يكون أقوى من أي خطاب سياسي أو عسكري. من خلال التركيز على القصص الشخصية والمآسي اليومية، يقدم الفيلم تذكرة بأن الحلول السلمية والتفاهم المشترك قد تكون هي المفتاح لتحقيق السلام الحقيقي في المنطقة.