في تدوينة نشرتها عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس"، كشفت الفنانة السورية أصالة عن تجربة مميزة عاشتها خلال سنوات طفولتها. هذه القصة التي لا تزال تتردد صداها في ذاكرتها، تعكس جوانب من التعايش والتسامح الذي كان يميز المجتمع السوري في ذلك الوقت.تجربة إنسانية تجسد التعايش الحقيقي بين أطياف المجتمع السوري
ذكريات الطفولة مع أم فيكي
تستحضر أصالة في كلماتها قصة جميلة تعود إلى زمن كانت فيه الحياة بسيطة ونقيّة. عندما كانت طفلة صغيرة، اعتادت والدتها أن تتركها عند جارتهم "أم فيكي" أثناء خروجها للمشي مع الأب. هذه الجارة المسيحية كانت لها مكانة خاصة في قلب أسرة أصالة، حيث لم تتردد الأم يومًا في ترك ابنتها الصغيرة معها. كلما تأخرت الأم في مشوارها، كانت تجد ابنتها قد استقرت في رعاية أم فيكي، مسترخية ومطمئنة بعد أن تمت رعايتها بكل الحب والعناية.
أصالة تسترجع كيف كانت والدتها تحكي دائمًا عن لطف أم فيكي وطيبتها، وكيف كانت تلك الذكريات تعود إليها باستمرار. كانت أم فيكي تعتني بالطفلة أصالة كما لو كانت ابنتها الخاصة، وتشاركها حتى الرضاعة، مما يعكس عمق الروابط الإنسانية التي كانت تسود المجتمع السوري آنذاك. هذا النوع من العلاقات يظهر بوضوح كيف يمكن للحب والاحترام أن يتغلبوا على الفوارق الدينية والثقافية.
التعايش الديني في البيوت السورية
تعود أصالة لتذكر كيف كانت البيوت السورية تعكس التنوع الثقافي والديني في المجتمع. فلم يكن من الغريب أن تجد في نفس البيت صورًا لسيدة مريم وأحاديث لعلي بن أبي طالب وحكايا عن عمر بن الخطاب وصلاح الدين الأيوبي. هذا التعددية الثقافية كانت جزءًا أساسيًا من الهوية السورية، حيث كان الناس يعيشون معًا بسلام واحترام متبادل، بعيدًا عن أي تمييز أو تفرقة.
الفنانة السورية تؤكد أن هذا التعايش يجب أن يستمر وأن يحافظ عليه، لأنه يمثل النموذج المثالي للإنسانية والتعايش الحقيقي. تدعو أصالة إلى الحفاظ على هذه الروح التي تميز مجتمعها، والتي ترى أنها ضرورية للحفاظ على الهوية المشتركة والقيم الإنسانية التي تجمع جميع أطياف المجتمع السوري.
رسالة المحبة والسلام للمسيحيين في عيد الميلاد
تختم أصالة حكايتها بتوجيه رسالة دافئة إلى الأخوة المسيحيين بمناسبة عيد الميلاد. تقدم لهم أجمل الأمنيات وتؤكد على أهمية الوحدة والمحبة بين جميع أطياف المجتمع. تذكر أن هذا العيد هو فرصة للتأمل في قيمة التعايش والتسامح التي يجب أن تظل قائمة بين الجميع، بغض النظر عن الاختلافات الدينية أو الثقافية.
رسالتها تعكس ثقتها بأن المستقبل يمكن أن يكون أفضل إذا ما استمرت الروح الإنسانية في السائد بين الناس. تدعو الجميع إلى الاحتفال بهذا اليوم بأمل في المزيد من السلام والمحبة، متمنية أن يبقى هذا التعايش نموذجًا يحتذى به للأجيال القادمة.