أثار مسلسل "لام شمسية"، الذي بدأ عرضه خلال النصف الثاني من شهر رمضان، تفاعلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر. المسلسل، الذي يناقش بجرأة موضوع التحرش بالأطفال، لاقى إشادة واسعة بسبب الأداء المميز للأبطال، خاصة الطفل علي البيلي والممثل محمد شاهين وأمينة خليل. الجدل الدائر حول المسلسل دفع الكتاب والمخرجين إلى طمأنة الجمهور بشأن سلامة الأطفال المشاركين في العمل، مع التركيز على القيم الإنسانية والرسالة الهامة التي يحملها.

مع بدء عرض الحلقات الأولى من المسلسل، أصبحت قضية التحرش بالأطفال محور النقاشات الساخنة بين المشاهدين. أدت شخصية الطفل يوسف، التي أجاد تجسيدها علي البيلي، إلى تسليط الضوء على هذه القضية الحساسة بطريقة غير مسبوقة. أشاد العديد من النقاد بأداء الممثلين، حيث كان للممثلة أمينة خليل دور بارز كأم حنونة تسعى للحفاظ على رعاية طفلها، بينما قدم محمد شاهين شخصية مليئة بالتعقيد النفسي.

في الوقت نفسه، ناشدت الكاتبة مريم نعوم الجمهور بعدم استغلال الأحداث الدرامية لإرباك الطفل الممثل أو تحميله أكثر مما يستطيع تحمله. وأكدت أهمية ترك الأحداث تأخذ مجراها دون تدخلات قد تؤثر سلبًا على صحته النفسية. كما طرحت فكرة أن الهدف الأساسي من المسلسل هو إيصال رسالة اجتماعية مهمة وليس مجرد جذب الانتباه عبر التعليقات السلبية.

من جانب آخر، أكد المخرج كريم الشناوي أن سلامة الأطفال كانت أولوية قصوى أثناء تصوير المسلسل. وأشار إلى وجود متخصصة نفسية في موقع التصوير لتوفير الدعم اللازم للأطفال المشاركين، بالإضافة إلى تدريب الفريق بأكمله على التعامل معهم بطريقة احترافية وحساسة. هذا التوجه جاء ليؤكد التزام الطاقم الإبداعي بالممارسات الأخلاقية العالية أثناء تنفيذ المشروع الفني.

بينما لا يزال النقاش مستمراً حول حساسية الموضوعات التي يعالجها المسلسل، إلا أنه لا يمكن إنكار التأثير الكبير الذي أحدثه في المجتمع المصري. من خلال التركيز على الرسائل الإنسانية العميقة، تمكّن "لام شمسية" من لفت الانتباه إلى قضايا هامة تحتاج إلى المزيد من الحوار المجتمعي، مع توفير بيئة آمنة لكل المشاركين في العمل الفني.