يأخذنا المسلسل إلى عالم معقد ومثير، حيث يواجه البطل تحدياً كبيراً يتعلق بابنته المريضة. يتطلب الأمر منه التعاون مع حبيبته السابقة، وهي شخصية محورية في القصة، لتحقيق هدف واحد هو إنتاج عملة مزيفة مثالية بقيمة 100 دولار أمريكي. تتمثل الصعوبة هنا ليس فقط في اتقان الفنّ بل وفي التعامل مع مشاعرهم المتضاربة بعد سنوات من الانفصال.
من خلال هذه القصة، يسلط المسلسل الضوء على الجوانب النفسية للمشاركين في هذا المشروع الخطير، وكيف يؤثر ذلك على حياتهم الشخصية والعائلية. يظهر كيف يمكن أن تصبح الحاجة للأموال سلاحاً ذو حدين، حيث قد يؤدي البحث عن الحلول السريعة إلى الوقوع في مستنقعات خطيرة تؤثر على كل شيء آخر في الحياة.
يتولى الفنان السوري محمد الأحمد دور البطولة، وهو اسم معروف بتمثيله لشخصيات ذات طبقات متعددة ومشاعر غنية. يتميز أداءه بقدرته على إيصال أحاسيس معقدة بطريقة طبيعية وأقرب ما يكون للواقع. أما دانييلا رحمة اللبنانية فهي الأخرى تضيف بريقها الخاص لهذه القصة من خلال أدائها الذي يجمع بين القوة والرقة.
بالإضافة إليهما، هناك مجموعة من المواهب العربية مثل طوني عيسى وفايز قزق، الذين يقدمون أدواراً ثانوية لكنها لا تقل أهمية. تلعب الشخصيات الثانوية دوراً محورياً في تشكيل مسار الأحداث وتوضيح العلاقات المعقدة بين جميع الشخصيات الرئيسية والثانوية على حد سواء.
لم يكن إنتاج هذا العمل مجرد مشروع سريع بل كان عملية طويلة استمرت لأكثر من ثلاث سنوات. بدأت الرحلة بإعداد السيناريو الذي أخذ وقتاً وجهداً كبيرين لضمان تحقيق التوازن بين الأكشن والرومانسية. تم اختيار مواقع التصوير بعناية شديدة لتعكس أجواء القصة وتعزيز الواقعية فيها.
من جهة أخرى، تم التركيز على تفاصيل دقيقة مثل الملابس والديكورات لجعل المشاهد تبدو وكأنها خرجت مباشرة من العالم الحقيقي الذي يتحدث عنه المسلسل. هذه الجهود المبذولة أسهمت بشكل كبير في تقديم عمل فني متكامل يجذب الانتباه منذ اللحظة الأولى وحتى النهاية.
يمثل "فرانكلين" خطوة جديدة نحو العالمية في صناعة الدراما العربية. من خلال استخدام تقنيات حديثة وإشراك فنانين موهوبين، يسعى المسلسل ليكون رسالة واضحة بأن الأعمال المحلية يمكن أن تكون تنافسية عالمياً إذا ما أُعطيت الاهتمام المناسب. كما أنه يعكس تطور الذوق العام لدى الجمهور العربي الذي أصبح يبحث عن محتوى أكثر عمقاً وتنوعاً.
على مستوى آخر، يعزز المسلسل مكانة المنصات الرقمية كوجهة رئيسية لعرض الأعمال الفنية الجديدة. مع زيادة عدد المشتركين في خدمات البث المباشر مثل نتفليكس، يفتح ذلك فرصاً أكبر أمام صناع الدراما العربية لتوسيع نطاق توزيع أعمالهم وبلوغ جمهور أوسع بكثير مما كانوا عليه سابقاً.