تستكشف هذه المقالة دور الموسيقى في تشكيل الحكاية السينمائية من خلال تجربة المؤلفة الموسيقية سعاد بشناق مع فيلم "يونان". تستعرض كيف أصبحت الموسيقى جزءًا لا يتجزأ من بناء الفيلم، وتأثيرها على نقل المشاعر والأجواء التي تعجز الصور عن إيصالها. كما تسلط الضوء على التحديات والابتكارات التي شهدها العمل على هذا الفيلم الذي حظي باهتمام كبير في مهرجان برلين السينمائي الدولي.

التكامل بين القصة والموسيقى

تشير بشناق إلى أن عملية تأليف الموسيقى لـ"يونان" كانت رحلة استثنائية تتخطى مجرد إضافة طبقات صوتية. بدلاً من ذلك، كانت تجربة عميقة انصهرت فيها الألحان مع أحداث الفيلم وتفاصيله الدقيقة، مما أدى إلى خلق حالة من الانسجام الكامل بين القصة والموسيقى. هذا النهج يسمح للموسيقى بأن تكون أكثر من مجرد عنصر داعم؛ بل هي جزء أساسي من بنية الفيلم نفسه.

في تفصيل أكبر لهذه التجربة، تذكر بشناق أن العملية بدأت بتأليف الموسيقى بناءً على السكريبت قبل الانتهاء من تصوير المشاهد. ومع تقدم العمل، اكتشف فريق الإنتاج أن هناك حاجة لإعادة النظر في الطريقة التي يتم بها وضع الموسيقى. كان الحل هو القيام بجلسات طويلة عبر الإنترنت للتأكد من أن كل لحن يتناسب تمامًا مع المشهد المرئي، وأنه يأتي من قلب الفيلم وليس مجرد إضافة مفروضة عليه. هذا التعاون الوثيق بين المخرج والمؤلفة الموسيقية أدى إلى اختيار الآلات الموسيقية المناسبة التي تعكس الفلسفة العميقة لـ"يونان".

دور الصمت والتجربة الجديدة

تبرز أهمية الصمت في بناء الدراما الموسيقية للفيلم، حيث تم استخدامه بحكمة لتقوية تأثير الموسيقى. كما تناولت بشناق تجربتها الأولى في قيادة أوركسترا الوتريات، والتي أضافت بعدًا جديدًا لعملها وجعلتها تشعر بالقرب الشديد من مشروعها الفني.

توضح بشناق أن الصمت ليس فقط غيابًا عن الصوت، بل هو جزء أساسي من اللحن. لقد استخدمته بشكل استراتيجي لتعزيز تأثير الموسيقى، مما أدى إلى إحساس مشترك بين جميع الحضور عند مشاهدة الفيلم. بالإضافة إلى ذلك، كانت تجربة قيادة الأوركسترا بمثابة تحول كبير في مسيرتها المهنية، حيث أوجدت بينها وبين العمل نوعًا من الحميمية غير المسبوقة. كما أشارت إلى أن العمل على "يونان" اختلف عن المشاريع السابقة؛ فقد كان يتطلب منها الانغماس الكلي في عالم الفيلم حتى تتمكن من تقديم موسيقى تنبثق مباشرة من روح القصة. هذا النهج الجديد علمها قيمة التخلي عن الجمل الموسيقية التي قد تكون جميلة ولكنها لا تتناسب مع الفيلم، وهو درس يمكن تطبيقه في مختلف جوانب الحياة.