في تكريمٍ حافل بالاحترام والتقدير، نعى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات وحاكم دبي، المواطنة السورية هالة الميداني التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من نسيج المجتمع في دبي. خلال فترة إقامتها التي امتدت لأربعة عقود ونصف، غدت هالة شخصية محبوبة بين السكان المحليين والزوار على حد سواء، بفضل طاقتها الإيجابية وقدرتها على التواصل مع الطبيعة والحيوانات.

استقرت هالة الميداني في دبي منذ أربعينيات القرن الماضي، حيث أصبحت جزءًا من المناظر اليومية في أسواق المدينة القديمة. كانت تُعرف بحضورها الدائم في نفس المنطقة، حيث كانت تحظى باهتمام كبير من المارة والسياح. اشتهرت هالة بحبها الشديد للحياة والطبيعة، وخاصة الحيوانات، حيث كانت تعتني بالطيور والقطط بشكل منتظم. هذا السلوك الإنساني جذب انتباه العديد من الناس وأكسبها مكانة خاصة في قلوب سكان المدينة.

ساهم الإعلامي الإماراتي محمد بن ثاني في تسليط الضوء على قصة هالة من خلال الفيديوهات التي كان ينشرها عنها على مواقع التواصل الاجتماعي. هذه المقاطع كشفت عن جانب آخر من شخصيتها، حيث تحدثت عن حبها لدبي وشغفها بالرياضة، وخاصة اليوغا، وكيف كانت تنشر الطاقة الإيجابية من خلال كلماتها البسيطة وابتسامتها الدائمة. أصبحت هالة رمزًا للقوة والإصرار بعد نجاتها من حادث سيارة خطير قبل عامين تقريبًا، حيث استعادت صحتها بفضل الرعاية الطبية والدعم الكبير الذي حظيت به من المجتمع المحلي.

على الرغم من رحيلها، ستظل ذكرى هالة الميداني حية في قلوب الكثيرين. فقد تركت بصمة لا تُنسى في المجتمع الدبيوي، وأصبحت مصدر إلهام للجميع بحبها للحياة وإيجابيتها الدائمة. ستبقى قصة هالة شاهدة على قوة الروح البشرية وقدرتها على التغلب على الصعاب، وعلى أهمية التعاطف والدعم في تحقيق المعجزات.