شهدت الشاشات المصرية في النصف الثاني من شهر رمضان لعام 2025 طغياناً واضحاً للدراما الاجتماعية التي تسلط الضوء على قضايا حساسة ومشكلات مجتمعية عميقة. بينما كانت الكوميديا حاضرة بشكل أقل مقارنة بالنصف الأول من الشهر، برزت الدراما الواقعية والقصص التي تعالج موضوعات مثل العادات الريفية، الحقوق الزوجية، التحرش، والقمار الإلكتروني. تميز هذا الجزء من الشهر بتقديم مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية التي تحمل رسائل قوية وتتناول قضايا حياتية معقدة.
أحد أبرز المسلسلات هو "الغاوي"، الذي يروي قصة شاب نشأ في ظروف صعبة وأصبح مجرماً قبل أن يتغير مصيره ليبدأ صفحة جديدة كرجل شريف. العمل يناقش فكرة التوبة وإعادة بناء الذات رغم العوائق الكبيرة. كما يعرض المسلسل "حسبة عمري" قضية مهمة تتعلق بالحقوق الزوجية من خلال قصة امرأة تسعى للحصول على حقوقها بعد سنوات طويلة من الزواج المليء بالخلافات.
من جانب آخر، يأخذنا "عايشة الدور" إلى رحلة امرأة تقرر إعادة كتابة حياتها بعد سنوات من التضحية لأسرتها. في حين أن "ظلم المصطبة" يلقي الضوء على التنافس والصراع بين شخصين بسبب الحب والنفوذ في إحدى القرى المصرية. هذه القصة تكشف عن آثار الاستغلال الاجتماعي والسياسي على المجتمع الريفي.
وفي سياق مختلف، يقدم "شباب امرأة" دراسة نفسية لشاب يجد نفسه أمام خيارات صعبة بين الطموح الشخصي والمبادئ الأخلاقية في بيئة القاهرة الحديثة. بينما يأخذنا "قهوة المحطة" في تحقيق جنائي مليء بالمفاجآت حول جريمة قتل غامضة تكشف عن أسرار الشخصيات الرئيسية.
على صعيد القضايا الاجتماعية الحرجة، يناقش "لام شمسية" موضوع التحرش الجنسي وكيفية التعامل معه داخل الأسرة، بينما يقدم "منتهي الصلاحية" رؤية حول الانهيار النفسي والمالي نتيجة الإدمان على القمار الإلكتروني. أما "نص الشعب اسمه محمد"، فهو دراما كوميدية تركز على الحياة اليومية لمصرية عادية ومحاولاتها لتغيير روتينها.
مع استمرار عرض مسلسلات أخرى مثل "الحلانجي"، و"المداح- أسطورة العهد"، و"حكيم باشا"، فإن المشاهدين سيظلون على موعد مع أعمال تجمع بين الدراما والتشويق، مما يجعل النصف الثاني من رمضان فرصة لإبراز المواهب المصرية في مجال الإخراج والتأليف والتمثيل.
مع نهاية الشهر الكريم، تبقى الأعمال الفنية بمثابة مرآة تعكس واقع المجتمع المصري، حيث تناقش قضايا حيوية بطريقة فنية مبتكرة. من خلال هذه الدراما، يتم تقديم حلول أو على الأقل تسليط الضوء على مشكلات تحتاج إلى نقاش مجتمعي مستمر.