وداعاً لرمز الضحك: سليمان عيد في ذاكرة الفن

Apr 18, 2025 at 1:26 PM
Single Slide

رحل الفنان المصري سليمان عيد بعد مسيرة حافلة بالإنجازات الفنية التي أثرت في قلوب الملايين من عشاق الكوميديا. تُوِّجَت هذه المسيرة بدوره البارز في الأعمال المسرحية والسينمائية والتلفزيونية، مما جعله رمزاً لا يُنسى في تاريخ الدراما المصرية والعربية. وفاة الفنان عن عمر يناهز 64 عامًا جاءت على إثر أزمة قلبية مفاجئة، ليترك خلفه إرثًا فنيًا كبيرًا.

من خلال أدواره العفوية البسيطة، أصبح سليمان عيد صوتًا للبساطة الشعبية المصرية، حيث ترك بصمة واضحة في وجدان المشاهدين. نعته شخصيات بارزة في الوسط الفني، مثل أحمد السقا وإسعاد يونس وكريم عبد العزيز، الذين عبروا عن حزنهم العميق لرحيل هذا الرمز الكبير الذي كان دائمًا مصدرًا للضحك والسعادة.

مسيرة فنية مليئة بالضحكات

خلال مسيرته الطويلة، قدم سليمان عيد مجموعة متنوعة من الأعمال التي جعلت منه أحد أبرز الفنانين الكوميديين في مصر والعالم العربي. بدأ مشواره الفني في ثمانينيات القرن الماضي، حيث برز كوجه جديد في مسرحيتي "فارس وبني خيبان" و"جحا يحكم المدينة"، ثم توالت أعماله الناجحة التي جعلته محط أنظار الجمهور.

استمر الفنان في تقديم الأدوار التي تعكس شخصيته العفوية والمميزة، حيث شارك في العديد من الأعمال الشهيرة إلى جانب نجوم الصف الأول مثل عادل إمام وسمير غانم ومحمد هنيدي. كانت أداؤه في فيلم "الإرهاب والكباب" نقطة تحول في حياته المهنية، حيث أثبت قدرته على تجسيد الشخصيات العسكرية بشكل كوميدي وأصيل. كما شارك في العديد من الأفلام والمسلسلات الأخرى التي ما زالت تُعرض حتى اليوم وتُثير الضحك لدى الجماهير.

إرث لا يُنسى في القلوب

بالإضافة إلى دوره في الأعمال التقليدية، كان سليمان عيد أحد الوجوه التي ارتبطت بالأجيال الجديدة من خلال ظهوره في مقاطع الفيديو الشعبية مع كريم محمود عبد العزيز. هذه المقاطع التي تصدرت الترند أصبحت جزءاً من ذاكرة الشباب المصري، مما يعكس مدى تأثيره على مختلف الأجيال.

على الرغم من رحيله المفاجئ، إلا أن إرثه الفني سيظل حاضراً في ذاكرة المشاهدين. كان سليمان عيد دائماً الخيار الأول للمخرجين عند الحاجة إلى شخصية ذات طابع كوميدي أو درامي، حيث تميز بأدائه الطبيعي الذي جعله قريبًا من قلوب الناس. سواء في أدواره الرئيسية أو الثانوية، كان يقدم كل مرة أداءً يعكس احترافيته العالية وحبه لمهنته. ستبقى أعماله مصدر إلهام للأجيال القادمة ولكل من يعشق الفن الحقيقي.